تختلف أنواع الطعام التي يحتاجها الجسم في الصحة والمرض, وتبدو العلاقة وثيقة بين الغذاء السليم والوقاية من الأمراض وعلاجها، لا يعني ذلك أن يكون الغذاء مكلفاً، ثمة أغذية مفيدة وصحية لا ننتبه إلى فوائدها لمجرد أنها رخيصة الثمن. في كتابه "ماذا نأكل في الصحة والمرض"، يقدم د. محمد فتحي عبد الوهاب، أستاذ أمراض الباطنة والحميات، معلومات مهمة كثيرة حول الغذاء الصحي الذي يعيننا في الصحة والمرض ويفرض علينا الإلمام بثقافة الطعام ونوعية الغذاء وعناصره الأساسية والأضرار الناجمة من الإفراط أو النقص في تناوله.
أي غذاء نتناوله يجب أن يحتوي على مجموعة متنوعة من الأطعمة ...
يؤكد د. عبد الوهاب أن "أي غذاء نتناوله يجب أن يحتوي على مجموعة متنوعة من الأطعمة تتمثل في أغذية البناء مثل اللحوم والدواجن والألبان ومنتجاتها والبيض والبقول وأغذية الطاقة وتشمل النشويات والسكريات والدهون وأغذية الوقاية، مثل الخضار والفاكهة بأنواعها المختلفة".
كي يستطيع الجسم أداء وظائفه الحيوية، فإنه يحتاج إلى قدر معين من الطاقة يحصل عليها من تكسيره لجزئيات الأغذية الرئيسة (نشويات، دهون، بروتينات) وأكسدتها. في المراحل العمرية كافة، لا بد من أن يكون الغذاء متكاملاً ومحتوياً على مكوناته الأساسية من نشويات ودهون وبروتينات وفيتامينات وأملاح معدنية وماء.
يوضح د. عبد الوهاب أن الوظيفة الأساسية للمواد البروتينية تتمثل في بناء خلايا الجسم والأنسجة، لذلك، لا غنى عنها لنموه وتجديد التالف من خلاياه وأهميتها في المراحل الأولى من الطفولة والشباب. ثمة مصدران للمواد البروتينية ومصدر حيواني وآخر نباتي، والتي تتحول إلى أحماض أمينية في الأمعاء ثم تصل إلى الكبد عن طريق الدورة البابية ثم تصل إلى الدورة الدموية التي توزعها على أجزاء الجسم.
أغذية البناء
تعتبر الأسماك من أفضل الأغذية لأنها سهلة الهضم وقليلة الدهون وخالية من الكوليسترول، لذلك فهي مفيدة للتخلص من السمنة، بالإضافة الى أنها تحتوى على الكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور وفيتامين K- D- G- A .
كذلك ثبت أنها من أغذية بناء الجسم وتحتوي على مادة فاعلة تقلل من نسبة الكوليسترول في الدم بما يحمي من جلطات القلب. تشير الإحصاءات إلى أن المناطق الساحلية التي تعتمد على أكل الأسماك تقل فيها الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالمناطق الأخرى.
يعتبر البيض غذاء أساسياً حتى سن الثلاثين، يفضل بعدها عدم تناول أكثر من بيضة يومياً لأن صفار البيض غني بمادة الكوليسترول التي تساعد في تصلب الشرايين. ويستحسن أن يمتنع من يعانون عسر الهضم وأمراض زيادة الحساسية، كالربو والارتكاريا، عن أكل البيض.
أما المصدر النباتي للبروتينات فيتمثل في الفول والعدس والفاصوليا واللوبيا والحمص وفول الصويا، وتكون هذه البروتينات مختلطة بالألياف المفيدة، لذا يفضل الإكثار من تناولها والإقلال من البروتين الحيواني. ثبت أن وجود عنصري الكالسيوم والفوسفور في الألبان يحمي جسم الإنسان من أضرار التسمم بعنصر الرصاص نتيجة تناول بعض الأسماك.
نشويات
يحتوي التفاح على 15% من المواد السكرية ونسبة بسيطة من المواد البروتينية والدهنية..
يؤكد د. عبد الوهاب أن "الغذاء الصحي لا بد من أن يحتوي على 50% من النشويات، ولا يؤثر ذلك في زيادة الوزن بل يحقق التعادل بين السعرات المتناولة والمفقودة، وذلك لأن النشويات تكون دائماً مختلطة بالألبان التي تساعد في إنقاص الوزن، مع مراعاة عدم إضافة الدهنيات في طهيها".
يساعد تناول الرغيف الأسمر، المحتوي على الردة، في عمليات الهضم ومنع حدوث الإمساك وفي التخسيس، حيث تحتوي الردة على كميات كبيرة من الألياف وفيتامين B المركب التي تحمي الجسم وتمنع الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والإمساك وتصلب الشرايين وتقلل الإصابة بسرطان القولون، كذلك تستخدم "لبخة" الردة لعلاج الرضوض والتهاب المفاصل.
الألياف هي نوع من الكربوهيدرات التي توجد في المنتجات الزراعية فحسب، وهي مواد لا يستطيع الإنسان هضمها، وبالتالي لا تعطي أية سعرات حرارية وهي موجودة في كل الخضراوات والفاكهة والحبوب والبقول لأنها تمثل الغلاف الخارجي لخلايا النبات والثمار.
يقول د. عبد الوهاب: للخضار فوائد مهمة في حماية الإنسان ووقايته من الإصابة بالأمراض، علاوة على احتوائها على فيتامينات ومعادن ضرورية للوقاية من العلل. يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات: ذات الأوراق, مثل الملوخية والباذنجان والفاصوليا الخضراء والفول الحراتي وهي مجموعة غنية بالفيتامينات. الخضار الدرنية مثل البطاطس أو البطاطا وهي غنية بالنشويات.
الخضار الجافة أو البقوليات مثل الفول والعدس واللوبيا والبسلة وهي غنية بالبروتينات. تحتوي الخضار الطازجة التي تقدم كطبق سلطة على كمية كبيرة من فيتامين G وA وB ومعادن عدة.
فوائد التفاح
يحتوي التفاح على 15% من المواد السكرية ونسبة بسيطة من المواد البروتينية والدهنية ولكنها غنية بالعناصر المعدنية، مثل الكالسيوم والفوسفور ونسبة قليلة من الحديد والبوتاسيوم ونسبة متوسطة من فيتامين A وG ونسبة عالية من الأحماض العضوية.
يفيد التفاح في معظم الحميات لسهولة هضمه وارتفاع نسبة السكريات فيه، وثبت أنه يقلل من حدوث الربو الشعبي لاحتوائه على مواد مضادة تحمي الرئتين، وكذلك مركبات الفلافويد التي تحمي الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى بعض المعادن الضرورية التي تعمل كأنزيمات منشطة مثل السينيوم والزنك والنحاس.
كذلك يصلح في الحمية الغذائية، ويساعد تناول تفاحة قبل النوم في النوم الهادئ لاحتوائها على مادة الفوسفور المفيد أيضا في علاج حالات الإسهال والروماتيزم وسلامة البشرة ونضارتها.
