عبر سيناتور أمريكي بارز يشغل ثاني أرفع منصب ضمن أعضاء الكونجرس من الحزب الجمهوري عن ندمه على إقراره بجرم أمام الشرطة بشأن محاولته استخدام مرحاض عام في أحد المطارات للإشارة إلى "رغبته في ممارسة تصرفات لا أخلاقية" مع أحد المسافرين والذي اتضح فيما بعد أنه ضابط شرطة قام بإلقاء القبض عليه. وقال السيناتور البارز لاري كريج إنه تصرف بشكل خاطئ حينما أقر بالجرم، وقال إنه كان يجب أن يستشير محاميا قبل القيام هذا، وذلك بعد أن استطاعت جريدة أمريكية الحصول على تفاصيل الفضيحة بعد أسابيع من حدوثها.
السيناتور كريج يشغل ثاني أرفع منصب ضمن أعضاء الكونجرس من الحزب الجمهوري
هذا وقد كان السيناتور كريج، البالغ من العمر 62 عاما، والذي يمثل ولاية إيداهو، والذي يخدم في الكونجرس للفترة الانتخابية الثالثة على التوالي، قد تم إلقاء القبض عليه يوم 11 حزيران من قبل ضابط شرطة يحقق في تصرفات جنسية في أحد المراحيض العامة في مطار مينابولس سينت بول بولاية مينسيوتا، وذلك وفق جريدة رول كول التي تصدر في منطقة الكونجرس بالعاصمة الأمريكية واشنطن والتي كانت أول من أورد الخبر.
وقالت الجريدة إن ضابط الشرطة الذي كان يجلس على مرحاض إلى جوار مرحاض آخر كان يجلس عليه السيناتور كريج شاهد السناتور وهو يحرك قدمه ثم يحرك يده بشكل متتالي من تحت الفاصل وهي الحركة التي تقول الشرطة إنها متعارف عليها بين الشواذ لمن يرغب في فعل تصرفات مخلة في مكان عام. ونقلت الجريدة أن الشرطة ألقت القبض على كريج، المتزوج، بعد أن تمت مراقبته وهو يحرك قدمه في "حركات تتفق مع حركات من يرغبون في أفعال جنسية مخلة في مكان عام".
هذا وقد أقر كريج بفعله يوم 8 آب الجاري ودفع حوالي 500 دولار من الجزاءات، وحُكم عليه بعام مع إيقاف التنفيذ، وفق الجريدة ذاتها التي نشرت الخبر أمس الاثنين. ولكن بعد شيوع الموضوع أصدر كريج بيانا رسميا قال فيه إن الشرطة أساءت التعبير عن تصرفاته وكذبت بشأنها، وقال إنه ندم علي كيفية معالجته للموضوع بدون نصيحة محامي وقال كان يجب عليه عدم الإقرار بالذنب.
وقال كريج في بيانه الذي بثه على الصحفيين وتلقت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك نسخة منه: "في وقت هذه الحادثة قمت بالشكوى للشرطة إنهم لا يمثلون تصرفاتي بدقة. إنني لم أكن أفعل أي شيء غير سوي". وأضاف كريج في بيانه: "كان يتعين علي أن أحصل على مشورة محام قانوني في حل هذه المسألة. لقد كنت أحاول أن أحلها بنفسي سريعا وبشكل مفيد".
وكان كريج قد أنكر في الماضي أن له ميولا شاذة بعد أن قام أحد النشطاء المدافعين عن الشواذ بنشر مقال في تشرين الأول 2006 قال فيه إن السيناتور كريج كانت له علاقات شاذة، وهو ما أنكره السيناتور بشدة في حينها.
يُذكر أن هذه الحادثة يمكن أن تضعف الحزب الجمهوري الذي ينتمي له الرئيس الأمريكي جورج بوش في الكونجرس بشكل أكبر، وتؤدي إلى خروج السيناتور من مجلس الشيوخ ليفتح الباب أمام منافسيه من الحزب الديمقراطي.
صورة للسيناتور كريج عند القبض عليه
وقد بدأت القضية بالفعل تؤثر على الحزب الجمهوري إذ استقال كريج فورا من حملة المرشح الرئاسي للبيت الأبيض الحاكم السابق ميت رومني بعد تكشف الفضيحة؛ حيث كان يخدم كريج في الحملة كمستشار بارز وممثل للحملة في الكونجرس.
وكان نائب جمهوري آخر، هو النائب مارك فولي، قد خسر منصبه العام الماضي في فضيحة جنسية ضد عدد من المتدربين الذكور في سن المراهقة في الكونجرس. وعلى الرغم من إنكاره أول الأمر، فإن النائب فولي أقر فيما بعد بشذوذه الجنسي رغم كونه مسئولا عن ملف حماية الأطفال ضد الانتهاكات الجنسية في الكونجرس، وهو ما أثار اتهامات شعبية ضد الحزب الجمهوري، حزب الرئيس بوش، بالتستر على انتهاكات فولي.
ويعتقد على نطاق واسع أن تلك الفضيحة ساهمت في خسارة الحزب الجمهوري لسيطرته على الكونجرس وتزايد الاتهامات لأعضائه بالنفاق نتيجة ادعائه أنه حزب الفضيلة ومعارضة الشواذ والانحلال الأخلاقي.
