هو صاحب صوت "خلاب" بشهادة العملاق وديع الصافي.. حضوره طاغٍ في الحفلات.. صوته يجعلك تحلق في سماءات الطرب.. وفي كل مرة تستمع الى صوته يزيدك ابداعاً وتألقاً.. انه المطرب علاء شرش (مواليد 1974) ابن مدينة الناصرة الكفيلة بتخريج مواهب فنية بارزة..

علاء انضم فور احترافه الفن الى قافلة مطربي الاغاني الطربية والمواميل، كيف لا وصوته متمكن جداً وقادر على تأدية اغاني العظماء.

المطرب علاء شرش

في بداياته شق طريقه الفني مجتهدا، فمارس العزف على آلة البيانو والعود وانطلق يبحر في أغواص الموسيقى الكلاسيكية والطربية الأصيلة. درس وبأجتهاد شخصي أصول الغناء وتطوير الصوت.

وبعد ان أحترف الغناء قام بتأسيس فرقته الموسيقية الخاصة "جن ات".. كما وأضحت له تجربة مثمرة في مجال التلحين والعمل على خلق أبداع محلي عربي أصيل.

أنضم الفنان علاء شر ش سنة 1999 الى فرقه الموسيقية العربية بأدارة الفنان سهيل رضوان وبقيادة الدكتور نزار رضوان.

مع علاء كان لفرفش هذا اللقاء..

ما هو سر نجاح علاء شرش؟

انا اعشق الفن منذ الصغر

الاصرار.. انا اعشق الفن منذ الصغر وفي فترات معينة بحياتي شعرت انني عدا الفن لا استطيع ان امارس أي مهنة اخرى وأنجح بها. وفي كل مرة تركت بها الفن كنت اعود بعد ذلك لأجد بانني ولدت من اجل ذلك. في البداية لم احترف الغناء واقتصرت الموهبة على الغناء مع الاهل والاصدقاء، ولم افكر بتاتاً بتطويرها. ثم بادرت وبشكل شخصي لتعلم الموسيقى لدى الاستاذ فرنسوا الخل، وبتشجيع من اصدقائي خاصة صديقي عازف العود وسيم عودة، الذي ساعدني كثيراً واسدى لي نصائح مهمة، قررت احتراف الفن.

تغني مع فرقة الموسيقى العربية منذ العام 99 كيف تم ضمك اليها؟

اللقاء مع الاستاذ سهيل رضوان كان صدفة، حيث شاهدت حفلة لفرقة الموسيقى العربية اقيمت في "فرانك سناترا" في الناصرة. وبعد الحفلة عرفني صديقي وسيم عودة بالاستاذ سهيل وأثنى علي كثيراً امامه، وبدوره طلب مني ان اغني فغنيت قليلاً وما كان منه الا ان صرخ بوجه صديقي قائلاً له: لماذا لم تعرفني عليه من قبل! وهكذا انضممت الى الفرقة وانا ما زلت معهم حتى هذا اليوم.

وجودك في فرقة عريقة كهذه ماذا أضاف لك؟

الفرقة ساعدتني كثيراً واضافت الى رصيدي الكثير من الخبرة، فهي تحوي على خيرة الفنانين والعازفين في البلاد. فمجرد الانضمام لمثل هذه الفرقة هو شرف كبير لي حتى وان أدينا اغاني طربية وكلاسيكية ليس لنا، فنحن نقدم هذه الاغاني بطريقة جميلة بعيداً عن التقليد. واجمالاً أستطيع القول ان "الجو حلو" في الفرقة.

ما الابواب التي فتحتها امامك الفرقة؟

لقد بت معروفاً بين اوساط الناس، وسافرت مع الفرقة الى الخارج في ايطاليا واسبانيا، وقدمنا حفلات في دور الاوبرا هناك. وكل ذلك اضاف لي الكثير الكثير.

هل تعزف على آلات موسيقية؟

اعزف على الآت العود، الاورغ، البيانو، الطبلة والدف، ولكن ليس باحتراف. ولم ادرس العزف انما هو اجتهاد شخصي. فمثلاًَ درست المقامات لوحدي ومن ثم استعنت بوسيم عودة.

ما هي قصتك مع المطرب الكبير وديع الصافي وغناءك في الكورال معه؟!

مع جبل لبنان المطرب العملاق وديع الصافي

اولاً وقبل الخوض في التفاصيل اريد ان اشير انني تربيت على سماع اغاني الصافي وان اعتبره قمة في الغناء والطرب. وما حدث هو انني قررت في عام 1998 ان اذهب الى طابا لمشاهدة حفلة له، وحين اتجهت الى مكتب السياحة لأخذ التذكرة، فاجأني المدير هناك بسؤاله لي اذا ما اردت ان اغني مع وديع الصافي في الكورال بسبب تغيب احد ابنائه. في بادئ الامر دهشت كثيراً ولم اصدق ما سمعته. وهكذا توجهت الى طابا والتقيت به وغنيت في الكورال.

ماذا شعرت حين التقيت بالصافي لأول مرة؟

في لقائي الاول معه لم أعي ماذا يدور من حولي. اذكر انني توجهت مع ابنه جورج الى البروفا، وهناك قال جورج لوالده: "هذا يا بيي علاء شرش من الناصرة صوته جميل ورح يعجبك"، توجهت الى وديع الصافي وعانقته طويلاً لدرجة انني شعرت بانه سيغمى علي! بعدها طلب ان يسمعني وحين انهيت اعطاني اطراءات كثيرة، وطلب مني ان احافظ على صوتي. ثم قال لي بعد ان غنيت "لبنان يا قطعة سما" ان هذه الاغنية قلما ينجح مطربون في غناءها.

ما عدد الحفلات التي شاركت بها مع وديع الصافي؟

شاركت في 6 حفلات معه في طابا بين الاعوام 1998-2000.

هل من امور طريفة حدثت بينكما؟

اذكر انني كنت اسير معه حول البركة قبل احدى الحفلات، واثناء الحديث سألني: "كيف ترى حفلاتك؟ هل انت راضٍ عنها؟!!". هنا شعرت كم هذا الرجل متواضع يسألني وكأن هذه الحفلات لي ويريد ان اكون راض، بدلاً من ان يوجه لي انقادات او نصائح.

لماذا لم تنتهز هذه الفرصة وتطلب منه لحناً؟

مع الموسيقار سيمون شاهين

لم اطلب منه ذلك لأنني مدرك تماماً للظروف السياسية ولا اريد ان اتسبب له بوضع محرج. كذلك لعدم رغبتي في في استغلاله او استغلال اسمه في شهرتي، فأنا لم اتحدث عن هذا الموضوع في الصحف المحلية الا بعد مرور وقت طويل.

هل وديع الصافي مطلع على احوالنا في البلاد؟

هو انسان مؤمن ومحب ومن منطلق اهتمامه يعرف الكثير عن احوالنا. الناس قد تخطأ في تقديره ولكني استطيع القول بانه انسان كبير ومتواضع للغاية.

لننتقل الى فرقتك "جنات" والغناء بالاعراس. لماذا يصنف الغناء في الاعراس على انه فن هابط او خفيف؟

الفنان بشكل عام يريد ان يغني او يقدم ما يحبه وما يشعر به. في حفلات الاعراس الفنان يخضع نوعاً ما الى "ما يطلبه الحضور" وتنوع طلباتهم، فمنهم من يريد الاغاني الخفيفة واخرون يريدون سماع اغاني شعبية، الخ.. ومع هذا احاول ان "افرض" فني وان اغني المواويل بتقنيات عالية.

ولكن هذه الحفلات ضرورية بهدف المردود المادي؟

نعم، هذه الحفلات تساعدنا من الناحية المادية كثيراً.

ما هي نوعية الاغاني التي ترفض بتاتاً غنائها في حفلاتك؟

بشكل عام اغاني لا تحوي على كلمات او الحان يؤديها دخلاء في الفن. فقد رفضت في احدى حفلاتي الاستجابة لطلب شخص واداء اغنية لهيفاء وهبي، فهي تقدم استعراض من دون مضمون غنائي، فكيف لي ان افعل هذا الامر؟!. كذلك ارفض غناء المونولوجات.

ماذا تحدثنا عن انضمامك لفرقة "رباعي هومايون" ولفرقة Duo Esperanto؟

فرقة 'جنات'

بالنسبة الى "رباعي هومايون" الفرقة تأسست قبل 3 سنوات ومكونة من اربعة اشخاص، وهم: يوسف حبيش (ايقاع)، نزار روحانا (عود) وشيرلي سمارت (تشيلو) وانا، وضمن هذه الفرقة نحاول اعادة تجديد موسيقى واغاني فلكلور وتراث تتميز بجوها الروحاني. اما اللذان قاما بتأسيس Duo Esperanto هما جاي كارك ونزار روحانا واشارك معهم في الفرقة كضيف. قمنا من خلال هذه الفرقة باعادة تقديم اغاني محلية مثل "فوق النخل"، واصدرنا CD يضم موسيقى وغناء 3 مقطوعات منها "يا مريم البكر" و "حضن الماضي".

هل لديك اصدارات خاصة؟

لدي كلمات والحان موجودة ولكن لم يتم تسجيلها في الاوستوديو، لان ذلك مكلف جداً ونحن للأسف نفتقد الى دعم من مؤسسات او شركات انتاج، وان وجدت هذه المؤسسات يكون هدفها الربح المادي فقط. اتمنى ان تخصص ميزانيات للفن كما هو الحال في الرياضة، لان ذلك سيعود حتماً بالفائدة علينا.

هل تشعر ان هناك "خوف" من الفنان المحلي ومن اصداراته؟

ليس هو خوف بل اقول قلة وعي وادراك للفن المحلي بشكل خاص والفن العربي بشكل عام. الآن هناك موجة الاستعراض والرقص في الاغاني وهذا الامر يصعب علينا اكثر فأكثر، فالعظماء في الفن باتوا يجدون صعوبة في مواجهة هذا الغزو فكيف لنا نحن الفنانين المحليين الذي لا حول لنا ولا قوة ان نبرز ونحقق نجاحات.. باعتقادي الفنان المحلي مظلوم ومسكين.

هل حياة الفنان صعبة؟

كثيراً.. الفنان بطبيعته حساساً أكثر من باقي الاشخاص، واعتقد ان ذلك ينبع من اطلاعه الكبير على انواع الموسيقى المختلفة. وبالعودة الى وضع الفنان المحلي الامور تصعب عليه لأنه يقع عليه الاهتمام باعماله وحفلاته وتسويق فنه والبوماته اذا ما قام باصدارها.

مع اي ملحن تتمنى ان تتعامل؟

مع الأستاذ الكبير وديع الصافي في حفلة أخرى

اتمنى ان اغني من الحان وديع الصافي وخاصة الحان شبيهة بألحانه القديمة، ولكنني أعرف بأن هذا الحلم "محروق"، لذلك في هذا الحين سأكتفي بألحاني.

ومع الشعراء؟

حالياً اتعامل مع فارس مقبعة انا مقتنع باشعاره وكتاباته.

التلحين موهبة ام دراسة؟

بالاساس موهبة وتدعمها الدراسة، حيث ندرس في المعاهد القوانين الموسيقية المتعلقة بالغناء والتلحين.

هل لديك اغاني وطنية؟

انا شخصياً افضل غناء ما اشعره ولا ابحث عن مواضيع بقدر بحثي عن كلمات والحان تجعلني انسجم بها.

حالياً اي المطربين تلفتك تجربته؟

علي الحجار، المصرية امل ماهر صاحبة الطاقة الرهيبة في الغناء، اصالة، ماجدة الرومي، جورج وسوف، مي فاروق، غادة رجب.

ومن المطربين المحليين؟

تلفتني كثيراً هبة بطحيش التي تتميز عن الآخرين بأنها لا تقلد وتغني باسلوبها.

في التطرق الى حياتك الشخصية.. كيف تتعامل مع المعجبات؟

باحترام كبير واحاول ان احكم عقلي اكثر من عاطفتي في التعامل معهن، لانني في نهاية المطاف اريد ان احافظ على اسمي واحترامي بين الجميع.

ما هي مواصفات شريكتك؟

لم احدد مواصفات معينة، ولكنني ابحث عن انسانة تستطيع التأثير علي وتستوعب طبيعة حياتي وصاحبة شخصية "عميقة". وافضل ان تكون من خارج الوسط الفني كي لا نكون الاثنين في ارتباطات دائمة.

هل من جولات فنية قريبة؟

نعم، سأتوجه الشهر القادم (تموز) مع فرقة الموسيقى العربية الى اسبانيا.

لكلمة الفنان علاء شرش - إضغطوا هنا

لأغاني المطرب علاء شرش - إضغطوا هنا