ليس كل من يخرج في المظاهرات شابا مناضلا يبحث عن حق مسلوب أو أملا بالبحث عن نور يضيء سماء حياته ومستقبله. ليس كل من يردد "إرحل إرحل يا مبارك" يكون مؤيدا لنظام غيره أو يريد إسقاط النظام من اجل تغيير الأوضاع البائسة. وليس كل من خرج من بيته وبات في الشارع ليال طويلة يسمى مناضلا أو باحثا عن حق وطنه أو يريد أن يحمي أبناءه من نظام طاغية.
صورة التقطتها عدسة موقع "فرفش"
من بين الحشود في ميدان التحرير
لست متحيزة كمصريه ولدت في فترة حكم الرئيس المصري محمد حسني مبارك ولم نشاهد أو نجرب سواه. لكني منذ اندلاع الأحداث افتقد للأمان الذي طالما عشت فيه أصبحت أحرص على إغلاق باب منزلي بإحكام قبل أن اخلد إلى محاولة لاستراق ولو دقائق قليلة من النوم لأستريح من عناء نشرات الأخبار.
قد يكون هذا هو ثمن الثورات وضريبة الحرية، لكنني لا أنكر أنني كنت أنام لساعات دون أن اقلق من أن يسطو على منزلي بلطجي يريد أن يسفك دمائي ليسرق بعض من الجنيهات، أو ينهش جسدي اغتصابا.
لم اعد استطيع النزول إلى الشارع في أوقات حظر التجوال الذي فرض علينا كمصريين في محاولة لتسهيل مهمة إلقاء القبض على السجناء الفارين الذين هربوا وانتشروا في الشوارع كالوباء بعد أن فتحت أبواب السجون لهم فما من عاقل يرفض الهواء والحرية بعد أن عاش في كبت وظلام وغوغائية.
اليوم نعرض لكم في "فرفش" وبالصور بعض اللقطات الظريفة والغريبة التي التقطتها عدستنا من بين الحشود في ميدان التحرير والذين نزلوا من أجل التهريج، وبعضها عفوية كما يظهر في هذا الفيديو.. شاهدوا الصور ولكم الحكم.
